"احكي في الجزء الرابع من سلسلة "شاهد علي العصر..الانتفاضة المصرية" اللحظات العصيبة التي عشناها و المناظر التي فاجأتنا عند وصولنا لوسط البلد من مدينة 6 اكتوبر مساء يوم جمعة الغضب"
وائل
5:40بعد صلاة المغرب
شاهدنا العديد من اعمدة الدخان لحرائق في ابنية وسط القاهرة و اثار لتكسير و دمار يظهر في الطرق و علي جنباتها و في تلك اللحظات سمعنا خبر حظر التجول الذي سيتواصل الي 7:00 صباحاٌ رغم انه كانت هنالك حركة سيارات في الشوارع الا اننا واجهنا للمرة الثانية صعوبة شديدة في ايجاد تاكسي لنصل به الي شقتنا فأضطرنا مرة اخري للسير علي الاقدام لمسافات استنشقنا عبرها كميات من البمبان ثم اتجهنا الي داخل الاحياء تجنباٌ لتجمعات المتظاهرين في الشوارع الرئيسي
.
7:00
في اثناء تلك المسيرة عبر الاقدام جئنا بمبني ضخم امامه بوابة كبيرة وشاهدنا فيه جموع من الشباب متحركة في الطوابق العليا ولاحظنا اصوات تكسير في الداخل و شاهدنا رمي لمواد و اشياء من الطوابق العليا و عرفنا من احد من المارة ان هذا المبني هو وزارة الخارجية المصرية.
7:40
سلكنا العديد من زقاقات الاحياء و قطعنا العديد من الشوارع و كانت كأنها منظقة حرب فأثار تكسير بعض المحلات و الزجاج ملاحظ بوضوح وقد شهدنا بعد ذلك اكثر من 4 عربات للامن المركزي محترقة بالكامل و اصبحت متفحمة و قد ذهلنا عند رؤيتنا لكمية من الشباب المتظاهرين قد اعتلوا ظهر مدرعة جنود حوالي 20 شاب و يسيرون بها في الشارع بشكل متعرج ..يبدوا انهم تمكنوا من الاستيلاء عليها و كانت تلك اللحظات الشوارع اغلبها خالية من القوات الامنية..علمنا لاحقاٌ انه في هذه الساعات قد تم سجب كل قوات شرطة الامن المركزي و تم دفع بدالها قوات الجيش المصري
8:30
بحمدالله وصلنا سالمين بعد ساعات عصيبة عشناها بين المتظاهرين وامام قوات الشرطة في جو ملئ بالغاز المسيل الدموع و ادخنة الحرائق .
وائل مبارك
وسط القاهرة- مساء 29 يناير
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق