الخميس، 1 ديسمبر 2011

احزاب سجم الرماد (1-2)

(1)
ارهاصات و توقعات انضمام الاحزاب لتشكيلة الحكومة الجديدة  كانت حديث مجتمع الخرطوم و المراقبين منذ حوالي اسبوعين و يضاف عليها مسيرة المفاوضات بين قيادات الاحزاب و المؤتمر الوطني. وقد كان من المفترض تكوين الحكومة من شهر سبتمبر الماضي بعيد اعلان الانفصال و لكن تأخر تكوينها للاختلاف الذي تابعناه عبر الصحف ان تكون حكومة قومية او فدرالية او حكم شريعة اسلامية او حكومة تكنوقراط و غير ذلك من المسميات و يضاف الي ذلك توزيع الحقائب الوزارية ما بين الترضيات و التوافقات السياسية علي شكل الدستور الجديد.

(2)
الاحزاب السودانية و خصوصاٌ الامة و الاتحادي فشلت في تلبيه اقل متطلبات و طموح المواطن السوداني منهم كمعارضة في العقد الاخير و للاسف كانت لها مساهمة مقدرة لان يصل السودان لهذا المستوي من التردي و الفشل. تتدعي الديمقراطية و تتطالب بها و لم تنفذها يوماٌ في هياكلها الحزبية فما رأينا غير الامام الصادق رئيساٌ لحزب الامة منذ 30 عاماٌ و كذلك الامر ينطبق علي مولانا عثمان الميرغني في حزبه الاتحادي و نقدعلي رأس الحزب الشيوعي ..ساهمت تلك الديكتاتورية من قبلهم و ابنائهم في الانفراد بالهيئات القيادية للاحزاب بالاضافة الي  مجهودات الحزب الحاكم في التفرقة بينهم التي ادت الي انشطار الاحزاب اكثر من مره بل صار لكل حزب اكثر من 5 مجموعات منشقة ساهم كل ذلك في اضعاف المعارضة السودانية.

(3)
خرجت علينا صحف الامس بخبر تعيين ابناء الميرغني و المهدي في مناصب مساعدين لرئيس الجمهورية بعد مفاوضات اتسمت بكثير من التناقضات بين الموافقة المشروطة و الرفض النهائي للمشاركة و كانت المحصلة النهائية رفض حزب الامة المشاركة ومشاركة العميد عبدالرحمن الصادق المهدي بدعوي غير مقبولة و لا تنطلي علي اي متابع لمجريات الامور في عدم تمثيله الحزب و ان مشاركته لا تعبر الا عنه و مشاركة اخري لحزب الاتحادي في الحكومة البداية كانت بجعفر الصادق الميرغني مساعداٌ لرئيس الجمهورية.

(4)
الشاهد في مسيرة حكومة الانقاذ و خصوصاٌ منذ 2005 و حتي الان من شراكات و تحالفات كانت مع الحركة الشعبية و حركة مناوي و جبهة الشرق او مع المنشقين من حزبي الاتحادي و الامة -الشاهد-انها كانت مشاركة صورية و مناصب تشرفية تمثل حقيقة "ترضيات " لم يكن بيدهم تقديم و تنفيذ اي قرارات او مهام دستورية او خدمية عبر مناصبهم و نجح المؤتمر الوطني بدرجة امتياز في تقديم خطته و اسلوبه في العمل التنفيذي و السياسي للبلاد بصورة تطغي علي اي برنامج حزبي اخر.


(5)
اذا قيمنا مشاركة الحركة الشعبية في الحكم و التي جاءت بأتفاقية دولية شهد عليها الجميع فقد صرح سلفاكير ميارديت و الذي كان نائب اول لرئيس الجمهورية اكثر من مره ان مشاركته ومنصبه كانت هامشية و لم يكن بيده اي سلطات و تفاجأ كثير من الاحيان بقرارات صدرت من وزارة الاعلام . و بنظرة سريعة لمشاركة اركو مناوي رئيس حركة تحرير السودان في دارفو ر و الذي جاء ايضاٌ بأتفاقية ابوجا قال بلسانه و في لقاء جماهيري مرصود بعدد من الصحف و المواقع ان منصب مساعد رئيس الجمهورية افضل منه مساعد حلة .

(6)
رغم كل ذلك و التجربة الفاشلة للاحزاب في المشاركة مع حكومة فيها المؤتمر الوطني الا انه ثبت ووضح بصورة كبيرة حقيقة سعي الاحزاب لنيل فتافيت من ثروة و سلطة البلاد التي تمسلك بزمامها حكومة الانقاذ عبر مناصب اسمية ان كانت في رئاسة الجمهورية كمساعدين او مستشارين للرئيس او في مجلس الوزارء  كوزراء  اتحاديين او وزراء دولة .

(7)
اقدام حزبي الامة و الاتحادي للمشاركة في حكومة الانقاذ هو الانتحار السياسي بعنيه فبعد فشلهم في تحقيق متتطلبات الجماهير علي مدار عقدين من الزمان و فشلهم في تحريك الشارع في الاونه الاخيرة  انتقلوا الي الجانب الاخر و قرروا التخلي عن الشعارات و المبادئ التي ملؤ بها الافاق لينالوا عطفاٌ من الانقاذ منحة مناصب رئاسية و وزارية تضمن مشاركته في الحكم -رسمية- من نظر المجتمع الدولي  و –صورية- من نطرة المجتمع السوداني .




فهنيئاٌ لكم هذا و البركة في الشعب السوداني ...

وائل مبارك -29 نوفمبر 2011


هناك 5 تعليقات:

  1. احزاب سجم الرماد زي ماقلت اخي وائل
    مناصب مجرد ترضيات واشتراء زمم
    وبهذه المناصب الفخرية اهم ما خرجنا بها هو ضعف القضايا لدى الاحزاب السودانية المعارضة
    ولكن اخي وائل لا تطرح موضوع دون ان تعرض عنهو بعض الحلول والمقترحات والتأملات لشمس غدا الذي طالما ناضلتوا من اجلها ولا تجعل المواضيع مبهمة ومعلقة من عرقوبها كما يقولو وتشتت ازهاننا
    نريد منك الكتابة عن بعض الشخيصيات المرجو منهم الخير والكلمة الصادقة والضمير الصاحي لأن معظم الشعب السوداني داخل في دوامة اسمها منو البديل
    وشكرا للتطرق على هذه المواضيع
    وتقبل تعقيبي واقتراحي
    مع حبي الخالص لشخصك الجميل
    الحسين تمساح

    ردحذف
  2. بئس الأحزاب.والبركة في امثالك ياوائل.

    ردحذف
  3. صدقت وائل ويبقى السؤال هل كل من ذكرتهم يستحقون اكثر من هذه المناصب التشريفية الهامشية ؟

    ردحذف
  4. Right here is the right website for anyone who wants to
    understand this topic. You realize so much its
    almost tough to argue with you (not that I actually would want to…HaHa).
    You definitely put a new spin on a topic which has been written about
    for many years. Wonderful stuff, just wonderful!

    Also visit my webpage orthodontic

    ردحذف
  5. Hello! Do you know if they make any plugins to
    help with Search Engine Optimization? I'm trying to get my blog to rank for some targeted keywords but I'm not seeing very good gains.
    If you know of any please share. Thank you!

    Also visit my weblog http://ccube.thenewchalk.com/groups/by-way-of-improve-and-even-remove-your-primary-men-hasty-comprar-viagra-rrssues/

    ردحذف