الجمعة، 4 مايو 2012

النيل وينو..؟!

قصة قصيرة : النيل وينو
تأليف :وائل مبارك خضر
(1)
استيقظ سكان العاصمه مبكراُ علي شخير صنابير المياه ..متوقعين جلهم علي انه انقطاع اعتيادي من شبكة المياه القومية او مشكله في محطة التوليد ستحل بمنتصف اليوم و لكن عند دخول المساء وعدم عوده المياه تقاطر الجميع عند مراكز المياه في مختلف الانحاءالمحليات بولاية الخرطوم .

(2)
الوجوم يخيم علي جميع المسئولين من حجم المصيبة التي حلت بالبلاد النيل اختفي .النيل وينو ؟. معقولة النيل يختفي فجاة كدا..! .يسأل الجميع النيل وينو ؟..الارض بلعتو يعني ولا مشي وين؟؟ النيل مشي وين  ؟
الجميع قد شاهده عند غروب شمس الامس .ناس جبل اولياء أكدوا مشاهدتهم له عند الثامنه مساءاُ و سكان ابروف و الفتيحاب شاهدوه يسري كعادته عند التاسعه مساءأُ .و اتضح في نهاية الامر بعض التقصي و العديد من التحريات ان اخر من شاهدوه هم سكان حلفا في شمال السودان قرابه الحدود المصريه وافاد شيخ كبير انه اخر من رأه و كان ذلك في تمام الساعة الرابعه والنصف صباحاٌ و اصبح مجري النيل خالياُ في جميع مجراه في السودان منذ ذلك الوقت بالتحديد .

(3)
و قد كنت عند عودتي من الخرطوم الي ام درمان مساءاٌ عابراٌ الكوبري القديم حوالي الساعه التاسعه  قد احسست بسكون غريب لم اعتاده عند المرور عبر الكوبري وعندما نظرت لمجري النهر ذهلت عندما رأيت جنبات النهر جدباء وكل المسري الا من مياه قليله في منتصف لو جاءت عربه كبيره لعبرته من قلته .

 
(4)
عند صبيحة اليوم الثاني للمصيبة و تاكد الجميع من رحيل النيل , كان الخبر قد عم وكالات الانباء العالميه والقنوات الفضائيه .طالب البعض بفتح بلاغ عند الانتربول الدولي لارجاع النيل و قال البعض انها قد تكون مؤامره سرية نقف ورائها امريكا واسرائيل و اتهم البعض الاخر احزاب المعارضه انها قد تكون وراء هذا الامر.وقام الاخر بلعن سنفيل الحكومة لبيعها النيل بعدما انتهت من بيع جنوب السودان وذهب جزء اخر قائلاُ ان النيل قد يكون زعل و اخذ في خاطره من هزيمه الهلال الاخيره و اتجهت فئه اخري من الناس الي اتهام النيل شخصياُ بسرقة كنوز اثرية و تاريخيه من عهد الملك بعانخي كانت مطموره في عمق المجري منذ الالاف السنوات .
هذا و قد طالب مندوب السودان في الامم المتحده بأستيضاح محكمه الجنايات الدوليه حول سرقتهم للنيل لغرض الضغط علي البلاد لتسليم الرئيس البشير

 
(5)
بعيداُ عن الاجواء العالمية وعوده الي ارض السودان الناظر من اعلي لمجري النيل يجد كتل بشريه هائلة تقف في مجري النيل شيوخ ونساء و شباب واطفال في مشهد مهيب وحزين علي ما حل بهم وكأنهم يتقبلون العزاء في ميت و شكل مجري النيل ارض جدباء كانها لم تسري بها مياه  طوال اعوام.


يتسأئل الجميع في زوول شاف النيل...

النيل وينو يا ناس ؟...
النيل وينو يا ناس ؟...
يصيح احدهم يا جماعه النيل دا في مصر جاري في امانة الله .!!

احساس تأكد عند الجميع بأن هنالك عدة اشياء فقدت واختفت فيهم ومنهم باختفاء وذهاب النيل ..المشكله انو ما عارفينها هي شنو ؟؟؟؟!!!






*  قصة من بنات افكاري كتبتها في اكتوبر 2009 و نشرتها في صفحتي علي الفيس بوك و اليوم اعيد نشرها بعد اجراء بعض التعديلات علي النص

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق