لقد كان لقناة
الجزيرة الاخبارية دور كبير و مؤثر في نجاح و دفع مسيرة ثورة 25 يناير و كل مراقب
لدور الاعلام في تلك الفترة يلحظ بوضوح سعي قناة الجزيرة الحثيث مع الثوار لاسقاط
نظام حسني مبارك وذلك دور اصيل منها تجاه الشعوب الثائرة.
انطلقت التظاهرات الاحتجاجية في السودان مساء يوم 16 يونيو نتيجة للظروف الاقتصادية القاهرة و تطورت علي مدي اكثر من اسبوع و شملت عدد من الاحياء و المدن و حدثت الكثير من الاعتقالات و الاصابات بين المتظاهرات و اصبح المطلب الاول لها هو اسقاط النظام و مازالت ..ورغم كل ذلك الحراك الا ان قناة الجزيرة لم تقم بالتغطية التي تتناسب مع ذلك او علي الاقل الحيادالذي يقم بنقل الاحداث علي حقيقتها كتظاهرات اكبر جامعة في السودان "جامعة الخرطوم" وما تم من اقتحام متكرر من قبل السلطات الامنية لها بالاضافة الي اصابة العشرات بين المحتجين في الديم وودنوباوي لم تتصدر اخبار ثورة السودان اي من نشرات الاخبار في استديو الجزيرة.
علي عكس ذلك
كانت "قناة العربية" في قلب الحدث فقد قامت بتغطية الاحداث يوماٌ بيوم و
تظهر اخبار الثورة في شريط الاخبار العاجلة لحظة بلحظة و قامت بنقل الحقائق حالها
كحال عدد من الفضائيات الاخري SkyArabiaNewsو قناة France24
وبالطبع توفرت عدد كبير من الفيديوهات "اعلام المواطن"
ترصد التظاهرات في مختلف الانحاء و ترصد التجاوزات من قبل السلطات الامنية .
كمراقب و
متابع لتغطية الفضائيات ووكالات الانباء تجاه ثورات الربيع العربي قد يظهر للمتابع
ان قناة العربية تريد اخذ دور البطولة في ثورة السودان كما نالت قناة الجزيرة
البطولة في ثورة مصر,و لن نتعامي عن المنافسة الدائمة بين القناتين رغم حوز
الثانية- الجزيرة- علي اعجاب و احترام نسبة غالبة من الجمهور في المنطقة لانفرادها
بتغطية الكثير من الاحداث ولقوة طرحها للقضايا و لكن كل ذلك مرتبط بالمصالح
الاقليمية للدول شئنا ام ابينا ,رغم حرص و تأكيد كل قناة علي حيادها التام و
استقلاليتها..
تابعنا تذمر و
شجب الكثير من الاعلاميين و المدونين السوريين لقناة الجزيرة في الشهور الاولي لبداية
الثورة السورية بسبب تخاذلها عن تغطية الاحداث و لكن تغير ذلك الوضع و اصبحت
الجزيرة تعطي ثورة سوريا الاولوية بحجم سخونة احداثها و قد يكون ذلك شبيه بما تم
ايضاٌ من قبل بعض الاعلاميين وما بان علي الصفحات و مواقع التواصل الاجتماعية
السودانية تجاه قناة الجزيرة.
سقت كل هذا
الحديث امتداداٌ لمقالاتي السابقة التي توضح اهمية دور الفضائيات العالمية و
العربية تجاه الثورات الشعبية نظراٌ لمصادرة الرأي الاخر في بلد الثورة من قبل
الحكومات الديكتاتورية فتجد ان معظم الاعلام هو بوق للحكومة و كل من يعارض منهم
اما تم ايقافه او مصادرته و تتم ملاحقة و اعتقال كل من يوضح حقيقة الاحداث علي
الارض .
لذلك تقع
مسئولية كبيرة مهنية و اخلاقية علي الفضائيات الاقليمية و الوكالات العالمية تجاه
الشعوب المنتفضة التي يصادر رأيها .
بقلمي مساء يوم الاحد 22 يوليو
مقالات شبيه علي المدونة:
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق