كثير من الروايات و القصص سمعناها و قرأناها عن
مقاهي مدينة ام درمان و كيف كانت تمثل زخماٌ كبيراٌ في وقتها و ملتقي لعديد من
نجوم و ادباء المجتمع ..حيث كانت تقام فيها جلسات سياسية و ادبية و في كل امور
الحياة افرزت كثير من الافكار و التجارب النيرة ساهمت في اثراء فكر روادها.
كنت تجد في تلك القواهي ركن للفنانين فيه افذاذ
من مبدعي ذلك الزمان يتسامرون و يتناقشون و تجد السياسين بمختلف توجهاتهم الحزبية
و تجد الادباء و الكتاب و تجد الرياضيين ..الاحاديث و الحوارات التي كانت تدور بين
رواد القهوة اسهمت بصورة كبيرة في زيادة الوعي و اثراء النقاشات لكثير من الناس
لان القواهي كانت قبلة لكل فئات المجتمع من عامل الاوسطة الي كبار الادباء و
السياسين .
من اشهر القواهي التي قرات عنها كانت حول بوسته
ام درمان و المحطة الوسطي- سوق ام درمان- منهم
"قهوة ود شديد" "قهوة يوسف الفكي " قهوة السماني
" " قهوة الاغا" و "قهوة مهدي حامد"
المقاهي بشكلها القديم اندثرت منذ مدة و صارت من
قصص اهلنا الكبار يحكونها و كأنها من فصص
ألف ليلة وليلة ..و لم اعرف أو اقرا الاسباب الحقيقة التي ادت لاندثار ثقافة قواهي
ام درمان و عدم اهتمام المجتمع بأستمرارها ,ربما قد تكون بعض الاحداث السياسية في
العقود الماضية قد عملت علي تجريمها ووقوفها .
الخواء الفكري و الادبي الذي يعيشه كثير من شباب
الجيل الحالي قد يكون واحد من اسبابه عدم توفر قواهي كقواهي ذلك الزمان – و ساهم
ذلك الفقدان في عدم تلاقح و تطور الحركة
الادبية و الثقافية و قلة الانتاج مقارنة بالمنتوج في العقود الماضية .
وائل مبارك
كاتب اعلامي ومدون
المقال منشور علي صحيفة سودانايل الالكترونية الرابط ( هنا )
تطالعونه ايضاٌ علي صحيفة الجريدة عدد اليوم السبت 15 سبتمبر موقع صحيفة الجريدة
فعلاً المقاهي هي عنوان المدن , والمدن تعرف بمقاهيها ,الخرطوم كانت المدينة, وكما نعلم
ردحذفالمدينة التي حوت فيها ما حوت الاثيوبين الارمن الاغريغ اليوناينين واليهود وهم اول من رسموا حاناتها و مقاهيها في زمان ما , زمان غير الزمان فكان مقهى "اتنيه" الشهير وهو تحت ادارة سودانية الان واتنيه يرجح فيما يرجح انها تعني اثيناولكن باليونانية و بار سان جيمس الذي لم يبقى منه سوى أسم غير معترف به رسمياً لتقاطع مروري في وسط الخرطوم , ومن اغلى واشهر المطاعم السودانية الان مطعم بابا كوسيتا الذي يديره الان عمر يحي الفضلي أبن القيادي السياسي الشهير و كوستا هو خواجة يوناني كان يسكن هذا البيت الذي تحول الى اجمل مقهى و مطعم في الخرطوم سابقاً والان, وذلك لما يحويه من معمارية تعيد كل زائر الى حقب تاريخية والى ثقافات ومدن جميلة, مقهى بابا كوستا الذي مازال يحتفظ ببعض الثقافات القديمة ثقافة ال"وييك أند" والمرح العفيق حيث تعلوا أنغام موسيقى قديمة لفرق قديمة في ثوب جديد كفرقة البلوز تعلو من جنبات المطعم كل خميس في حضور نوعي لافت من بقايا الجاليات الاجنبية و بعض السودانين من معاشيي الحياة الاوربية و أفنديات الستينات وبعض الشباب ممن أختلطت دماءهم بهؤلاء فطرياً أو فكرياً ومازال مقهى ومطعم بابا كوستى يشهد فعاليات ثقافية و معارض تشكيلية و فوتوغرافية فالمقاهي حياة كاملة وليست مجرد لحظات عابرة نسترخي فيها , مازلت أؤمن بأنك تستطيع قراءة مدى تحضر الامم من ثقافة مقاهيها والمقاهي هي عنوان المدن
معلومات قيمة يا صديقي جهاد
ردحذفبالمناسبة مطعم بابا كوستا زرته لاول مره هذا الشهر و امس الاول عاودت زيارته - فعلاٌ مطعم مختلفة
جميل ومختلف انا علاقتي معاهو بدت قبل سنة تقريباً مطعم مميز حتى الاستاف في رأي مميز شابين واحد جنوبي واخر حبشي وفتاة سودانية لكن في أغلب الظن من أصول يونانية أو ما شابه لكن ليست سودانية الاصل بالاضافة لمالكة المطعم أو زوجة المالك (ثقافة رجولية) والتي في نظري يضفي وجودها بثوبها السوداني أو جلابية ربة الاسرة يضفي جو أسري نادر أن يوجد في المقاهي والمطاعم الاخرى , و طبيعة الزوار أيضاً لها دور كبير في خلق ثقافة المقاهي
ردحذفأما اتنيه فعلاقتي معه قديمة من ثالثة ثانوي وعرفتوا عن طريق صديق جنوبي أسمه ادسن ولاحظت الجو الغريب الذي يحتفي المحل , يعني الناس الموجودين هم أغلبهم يا مثقفاتية أو سياسين و كلهم من الشباب واضحي المعالم وفيهم المشهورين أيضاً