استكمالاٌ للحديث الذي بدأناها الاسبوع السابق
عن مقاهي ام در وتفاعلاٌ مع الاراء و التعليقات التي وردتنا نقول ان الاجيال الحالية
من الشباب لم تجد و لم يتوفر لها متنفساٌ كما توفر للاجيال السابقة كما كان في
القواهي.
(1)
تقزمت تلك القواهي لتصبح جلسات لستات شاي يتجمع
حولها من 6 الي 15 من الشباب يتسامرون في مجموعات صغيرة في كراسي أو بنابر اختفت
منها قضايا المجتمع و لا تجد بينهم لا الاديب المثقف ولا السياسي الضليع انحدر
فيها مستوي الحديث و صارت مكاناٌ لاحاديث يمكن ان نقول عنها- كلام الليل بمحوه النهار-
و قد نجد ايضاٌ شكل متطور قليلاٌ يسمي "كوفي شوب"و لكنه بعيد كل البعد
من ادبيات و شكل القواهي .
(2)
هنالك عدد من الصالونات الادبية و السياسية التي
تقام بصورة شهرية او اسبوعية و لكنها اصبحت نخبوية لا تجد فيها كل فئات المجتمع و
تلك واحدة من سلبياتها بالاضافة الي انه لا يتاح فيها الحديث عن قضايا متنوعة كما
كان في القواهي سابقاٌ.قد يكون مركز عبدالكريم ميرغني-ودنوباوي الدومة- و دار فلاح
- منطقة الملازمين- هما من انشط المراكز الثقافية و الادبية التي تقيم فعاليات و
برامج بصفة منتظمة .
(3)
ربما اكون قد سقط مني سهواٌ في المقال السابق
اسم قهوة "جورج مشرقي" كأحد قواهي ام درمان العتيقة التي توقف حالها
كحال المقاهي الاخري و لكني عرفت قبل عدة ايام علي مشروع كان قد بدأه وزير الثقافة
الولائي السابق البارودي علي تطوير قهوة جورج مشرقي و تأهيليها لتكون منارة ادبية
و ثقافية في منطقة سوق ام درمان و لكن بعد خروج الوزير من الوزارة لا امل في تنفيذ
مشاريعه كالعادة
(4)
الدعوة هي لاستحداث صوالين ادبية و ثقافية
مواكبة للتطور و استعادة دورها الريادي في
المجتمع لما فيها من فرص لعرض و تبادل الافكار و الخبرات وحتي نستعيد الشباب من
جلسات ستات الشاي و محلات الشيشة و عبرها نستطيع استقطاب اصحاب المواهب و تفعيل الحراك الثقافي في ا م درمان .
(5)
وليكون الصالون الادبي يشمل جلسات للحوار و
النقاش بالاضافة الي صالة للندوات و مكتبة ألكترونية حتي تكون المكان الامثل
للشباب السوداني و اتمني ان تتكامل الجهود المجتمعية و الحكومية لاعادة و احياء
دور المقاهي .
وائل مبارك خضر
مواضيع شبيه علي المدونة:
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق