الاثنين، 8 أكتوبر 2012

وقرأت الخرطوم : 6 اكتوبر أكبر تجمع للقراءة في السودان

تقرير : سامية جلابي

مقولةٌ تُدَاولت منذ القدم , بِها عُرِفَ عن القاهرةُ انها تكتُب وعن بيروتِ انها تطبع وعن الخرطومِ أنها تقرأ (القاهرة تكتُب , بيروت تطبع , الخرطوم تقرأ ) ربما نسي بعضهم هذه المقولة في خِضم الأيامِ التي تحملُ في طياتها الكثير من هموم الحياة , وربما مازال البعض يتذكرها , لكن بلا مبالاة , لكنهم في مصر مازالوا يكتبون , ببيروت مازالوا يطبعون فَـ لِمّ لم يعودوا في الخرطوم يقرأون !

الخرطوم تقرأ , عِبارةٌ بُعثت من غياهِب النسيان , واستعادت رونقها ذاك الذي في الحقيقة لم يبهت أبداً , وماكان له أن يبهت وأولُ آيةٍ نزلت في القرآنِ كانت (إقرأ) مالها ان تبهت ومازال هنالك أناسٌ يُقدسون القراءة ويعتبرونها أُس الحياة وأساسها . 

يوم القراءة في الخرطوم , تجمع ثقافي أحيا بهِ عدد من الشباب المثقف , النهِم , مقولة (الخرطوم تقرأ) ,حدثٌ ضخم إجتمعت فيهِ كافة أطياف الشعب السوداني , من شبابٍ وشيوخ , أمهاتٍ وأطفال , الكلُ حمل معه كتاباً وأتى , الى الساحة الخضراء , مُفعمين كانوا بحبهم للقراءةِ , يقرأونَ بِنهمِ , ويناقشونَ ما قرأوا , يتبادلون الكتب بين بعضهم البعض , تجمع أحدث حِراكاً ثقافياً ثراً , إستطاع ان يجذب اليه كل وسائل الإعلام مسموعة ومرئية ومقروءة إستطاع ان يعكس عن السودان فِكرة أنه البلد الأثرى بِأبنائهِ , بمثقفيهِ , وبمحبته للقراءة تلك التي لاتنضبُ أبداً .

يوم القراءة , هي فِكرةٌ إنبثقت من عقل احد الشباب المنتمين الى مجموعة تعليم بلاحدود
(حركةُ تغييرِ إجتماعي ) هذا الشاب هو عبد السلام الحاج ,خريج جامعة السودان هندسة نفط , مازال يخطو خطواتهِ الأولى في سلالم النجاح , صحفي متعاون في صحيفة الصحافة , قارئ مُثقفٌ نَهِم .

إنطلقت الفكرة في الثامن من سبتمبر 2012 , كحدثٍ صغير عبر فيس بوك , وماهي الا ايام حتى صار عدد الحضور في ذاك الحدث اكثر من ثلاثة الف وبدأ العدد في التزايد . الى ان وصل إلى (5,657) تحول الى فعالية على ارض الواقع من ضمن فعاليات مجموعة تعليم بلاحدود , بمشاركة , عدد كبيرٍ جداً من مثقفي السودان , وهذه الفعالية هي بمثابةِ حلمٍ كبيرٍ لسودانٍ يانعٍ نضير بالعلمِ والمعرفة , سوداناً فتياً , لا يشيخُ ولا تتجعدُ ملامحة من تضاريسِ الأيامِ القاسية , سودانٌ يَرتقي بفكرِ أبنائه , بعملهم على عكس صورته الى الآخر بصورةٍ تليقُ بعظمتهِ , يرتقي بتعاليمهِ التي يتعبها , يرتقي بالفِكر والقراءة .

السادس من اكتوبر من العام اثني عشر والفين , جاء سبتاً أخضراً نضيراً , بالخرطوم الساحةِ الخضراء , قُرابة الثلاثة ألف قارئ وقارئة , نساءاً واطفالاً , شيوخاً وشباباً , الكل إجتمع هناك على شكل حلقاتٍ دائرية تذخر بالفِكر والمعرفة , أصواتُ الكُتب وهي تُفتح وتغلق ,رائحتها , والناسُ يستمرون في إبهار الفضائيات , يبهرون العالم ب اسلوبٍ حضاري جميل , بُهرت به كاميرات القنوات العربية ومراسليها (الجزيرة – العربية ) وغيرها من القنوات الفضائية , قراءٌ باهرون مبدعون يفتحون كتبهم , يتحاورونَ فيما قرأوا , يناقشونها , يتبادلون الكُتبِ , في دروبِ المعرفةِ يسيرونَ وبالقراءةِ يرتقون






هناك تعليقان (2):