الجمعة، 16 أغسطس 2013

مصر خلف دور (2-1)


بعد احداث 14 اغسطس تكون بذلك قد وضحت معالم الثورة المضادة لثورة 25 يناير 

فالمتابع الحصيف لمجريات الاحداث من قبل انتفاضة 30 يناير يدرك تماماٌ ان حركة 

تمرد قد أوقعت مصر في متاهة عميقة لن تخرج منها قريباٌ




مدخل :

بداية نوضح ان ما حدث في 30 يونيو هو حراك شعبي واسع ضد نظام مرسي شارك 

فيها ملايين المصريين الرافضين للوضع المتأزم المستمر لقرابة العام و للاسلوب العقيم من قبل الاخوان المسلمون في علاج الامور ,و كان طبيعيا ان تتفاعل هذه الملايين مع دعوة حملة تمرد بهذة الصورة الكبيرة خصوصاٌ مع حجم الحريات التي نالها المصريون بعد 25 يناير .


و للاسف وجد الاخوان المسلمين سلطة و ثورة لم تحسن استعمالها و ذلك امر متوقع و خصوصاٌ و انهم كانو جماعة محظورة عن العمل السياسي و لم تكن لهم خبرة سابقة في الحكم و ايضاٌ وجد الشعب مساحة كبيرة من الحرية كان محروم منها 30عام لم يحسن الاستفادة منها كذلك فصار الاعتصام في ميدان التحرير ام طبيعي طيلة حكم الاخوان .

لا يمكن بطبيعة الحال مقارنة جرائم مبارك بأخطاء مرسي الفرق كبير و لكن الجماهير اصبحت لا تخاف واصبحت اكثر وعياٌ و ذلك ما عجل بسقوط مرسي  في 30 يونيو., لم يتوقع الاخوان ابداٌ ان تكون نهايتهم في 30 يوينو و دفاعهم كان يتركز في  ان معهم الشرعية الانتخابية وطالبوا بأنتظار الانتخابات و لكن تدخل الجيش المصري عدل كفة 30 يونيو .

الجيش في 25 يناير تاخر جــداٌ في النزول للشوارع و لم يتحرك الا بعد تزأمت الاوضاع ووقع الكثير من الضحايا و لكن في 30 يونيو كان تحركه سريعاٌ بصورة اثارت كثيرا من الشبهات لدي بعض المراقبين و البعض ايديها لتقليل الخسائر ,وقد يكون التأخير في الاول تعلق قيادات الجيش بنظام مبارك  و عدم توقعهم لقوة التظاهرات سبب رئيسي في ذلك و لكن في 30 يوينو مازلت هنالك العديد من الاراء المختلفة حول ذلك 

الامر الذي يجب ان نعترف به ان مرسي لم يهنأ ابداٌ بفتره حكمه فقد شهدت  اضطرابات متواصلة و مظاهرات في ميدان التحرير و قضايا مجلس الشعب و المحكمة الدستورية و صراع قضاء و الرئاسة..و لكن ذلك بالتاكيد لا يعفي مرسي من الاخطاء التي ارتكبها نطامه



السؤال هل تعجلت الجماهير المصرية اسقاط حكومة منتخبة ؟؟
و السؤال الثاني هل سيهنأ اي رئيس قادم بشرعيته الانتخابية بعد الان ؟؟



مخرج
رغم الدعم الكبير للحراك الذي تم في 30 يونيو من قبل فئات كبيرة من الشعب المصري و لكن المراقب لذلك الحراك يلحظ ان جهات كثيرة ممن دعمت 30 يونيو كانت ضد ثورة 25 يناير و ناضلت من اجل استمرار نظام حسني مبارك و يندرج تحت قائمة تلك الجهات مؤسسات دولية و اقليمية و دول و مؤسسات اعلامية و مؤسسات مصرية و شخصيات معروفة و شخصيات اخري ممن كان يدعون بالفلول .

هذا الامر يؤدي بطبيعة الحال الي الشكوك حول 30 يونيو ان كان اصحابها شباب "حركة تمرد" قد قالوا قبلاٌ انها تجئ تكمله لاهداف ثورة 25 يناير المجيدة و لمكتسباتها و بالطبع الحكم علي الامور لا يأتي الا بعاقبتها و ختامها و لذلك كانت الدعوة لتخوين شباب تمرد تلك الايام غير حكيمة و لم تجد صدي بين الشعب .

دعوة الجيش المصري للجماهير المصرية لتفويضه لمكافحة ما سماه الارهاب و الفوضي و فض اعتصام مؤيديي الرئيس مرسي كان امر مفاجئ و غير متوقع لانه ليس من عادة الجيوش الوطنية ان تطلب الاذن من فئة من الشعب لتقويم فئة اخري وقد وجد هذا الامر شجب و استنكار كثير من المفكرين و السياسيين ..و بحكم اصرار قيادات اعتصامي رابعة و النهضة توقع المراقبون ان تكون عملية فض الاعتصام عملية دموية و قد كانت .

في يوم 14 اغسطس و في اقل من 10 ساعات قتل اكثر من 100 شخص و اصيب المئات في عملية شكر فيها رئيس الوزارء المؤقت البيلاوي السلطات الامنية لقيامها بأفسي درجات ضبط النفس في تنفيذ العملية !!!..و للاسف ما تم كانت عملية دموية بأمتياز رغم ان الساعات محاصرة ساحات الاعتصام الاولي شهدت خروجاٌ سلمياٌ امنا لعدد كبير من المعتصمين و الاسر و لكن ظل الكثيرون متمسكون بموقفهم بعدم الخروج و كما تابعنا في العديد من الفيديوهات كانت اطلاق النار متبادل من قبل الجهتين مما ادي ايضاٌ الي مقتل قرابة 15 جندي .

و للاسف الاعلام المصري ساهم بصورة سلبية جداٌ في ان تصل الاحداث الي ما وصلت اليه في الفترة من 30 يونيو الي 14 اغسطس شهدت احتدام و مساجلات اعلامية فظة ادت الي خلق حالة من الزعر من الاسلاميين و الاخوان المسلمين و ساهمت في خلق رأي عام لاعادة حظر الاسلامييين . مرت علي في تويتر مقولة لاحدي الغربيين في نفس السياق تقول : اذا كان الارهاب قائم علي فكرة خلف حالة من الذكر فأن وسائل الاعلام تكون اكبر أدارة للارهاب .


خلف دور
الان و بعد اعلان حالة الطوارئ مصر تعود الي الوراء في طريقها الي حضن الدولة البوليسية و الي ألغاء مكتسبات 25 يناير خصوصاٌ بعد عودة الكثير من عناصر الحزب الوطني المنحل الي بعض المناصب و اطلاق سراح بعض من كان منهم في السجن بالاضافة الي اختيار عدد كبير من القيادات العسكرية لمناصب لادارة المحافظات.

الان الشعب المصري ابعد ما يكون للمناداة و تحقيق اهم مطالب 25 يناير و هم الان في نقطة الصفر أو تحت الصفر .. لابد من انتخابات رئاسية و انتخابات برلمانية و اختيار دستور جديد و محاكمة مرتكبي جرائم احداث ثورة 25 يناير و حراك 30 يونيو و احداث 14 اغسطس و محاكمة الرئيس الاسبق حسني مبارك و الرئيس السابق محمد مرسي .

يبقي السؤال في ان الجيش المصري دوره سيكون اساسي و محوري في مقبل الايام و كل ما سيحدث لمصر سيكون ضمن مسئوليته المباشرة فهل سينجح في الخروج بمصر لبر الامان ام ستتطور الامور للاسوأ ؟


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق