الأحد، 8 سبتمبر 2013

دارفور و الاعلام السوداني

* احترت في تسمية هذا المقال في الاول اردت تسميته "دارفور المنسية" المنسية من خاطر و بال السودانيين ثم جاءت في خاطري تسمية اعمق للمقال" دارفور و الاعلام السوداني" , لاني اري ان التوجه الذي مارسه الاعلام ساهم في ان تتفاقم مشكلة دارفور اكثر 


دارفور و الاعلام السوداني 

بقلم وائل مبارك


اقليم دارفور مساحته 510 ألف كيلو متر يقطنه قرابة 6 ملايين نسمة، يستحدثون بلغات محلية إلي جانب اللغة العربية. ويسكن دارفور عدد كبير من القبائل جميعها تدين بالاسلام , تنقسم إلى مجموعتين "مجموعات القبائل المستقرة" في المناطق الريفية مثل: "الفور"، "المساليت"، "الزغاوة"، "الداجو"، "التنجر" و"التامة"، إضافة إلى مجموعات القبائل الرحل التي تتنقل من مكان لآخر مثل: "الأبالة"، "المحاميد"، "مهريه"، "بني حسين"، "الرزيقات"، "المعالية"والسلامات والبني هلبة والحيمات والترجم والقمر و"الميدوب". وغالبية القبائل المستقرة من الأفارقة، ويتكلمون لغات محلية بالإضافة للعربية، وبعضهم من العرب، أما غالبية قبائل الرحل فهم عرب ويتحدثون اللغة العربية، ومنهم أيضا أفارقة.



بحكم موارد الاقليم الطبيعية الشحيحة كانت تحدث بعض النزاعات القبلية المحدودة منذ عقود من الزمان دائماٌ ما يتم حلها سريعاٌ بواسطة عمداء القبائل و بالاضافة الي عمليات نهب مسلح غير منظمة لمجموعات صغيرة لكن الامور تطورت و استفحلت في 2003 حيث نشب صراع مسلح بين قوات تسمي الجنجويد و هي مجموعة قبائل عربية ( البقارة و الرزيقات) اسستها و دعمتها الحكومة و بين القبائل الافريقية علي اثر ذلك تكونت حركات مسلحة وقد استفحل الصراع بتدخل و دعم قوي و حركات اقليمية .
و كانت النتيجة المأساوية بعد مرور 10 سنوات منذ بداية الصراع كالتالي :
-         300 ألف قتيل
-         44% من قري دارفور احرقت
-         2 مليون شخص نازح
-         69 مخيم للنازحين داخل و خارج السودان

    مرت 10 سنوات علي الحرب في دارفور و مازلت السلام لا يراوح مكانه وأظهرت دراسات سابقة أن عدد القرى المدمرة في دارفور بلغ 3408 منها 1173 في شمال دارفور و1100 في جنوب دارفور و1135 في غرب دارفور. ويشير تقرير سابق لمنظمة العفو الدولية إلى أن 44% من قرى دارفور أُحرقت. ومع تمدد رقعة النزاع، يتعرض المزيد من القرى للحرق , وقد قدر عدد ضحايا الصراع حتي بداية 2013  بأكثر من  300 ألف شخص علي حسب الامم المتحدة و تقديرات الحكومة انهم 10 ألف نفس بشرية قد ازهقت ,و تسبب النزاع في نزوح نحو 2,7 مليون شخص يعيشون في 56 مخيماً للنازحين في داخل إقليم دارفور بولاياته الخمس، و13 مخيماً للاجئين في دولتي تشاد وأفريقيا الوسطى .


تناولت في بعض الخواطر التي انشرها علي صفحتي في الفيس بوك اسباب الجفوة التي صنعت بين اهل الخرطوم و دارفور و اسباب عدم التفاعل بقضية ماساة اهلنا في دارفور و اعزيت الاسباب الي الحظر الاعلامي الذي نفذته الحكومة حيث فرضت حكومة الخرطوم سياسية و منهجية محكمة  من اجل كبت و قمع الحراك و الصراع في الاقليم منها سياسية بناء حاجز معنوي و نفسي بين ابناء و اهالي دارفورو باقي اهل السودان منذ بداية الصراع نعدد منها الممارسات التالية :

-         حظر تداول و نشر اخبار الاقليم و الصراع في الاقليم علي الاعلام السوداني
-         منع وملاحقة الاعلاميين بالداخل و الخارج عند زيارة  الاقليم .
-         التضيق علي المنظمات الاقليمية و الدولية العاملة في دارفور.
-         التعامل العنيف من قبل السلطات تجاه التظاهرات السلمية في الاقليم.
-         الفصل التعسفي و الحرمان من الترقيات لابناء دارفور العاملين في القوات المسلحة و الشرطة و الوزارات .
-         ابناء دارفور متهمون اولاٌ قبل ان تثبت ادانتهم امام اي سلطة في الخرطوم .
-         مواصلة سياسية التهميش في اقليم دارفور.
و بسبب تلك الممارسات الممنهجة تم اجهاض و منع كل المبادارات الشعبية للمجتمع المدني التي تتم من اجل مساعدة  و دعم اهالي دارفور و بدلاٌ عن ذلك نفذت حملات صورية بأسم منظمات حكومية في دارفور .

***

بمرور السنه تلو السنه تفكك و انحل العقد المجتمعي في دارفور و ذلك بحكم استمرار الصراع المسلح و النزوح المستمرمن القري أو اللجوء الي احدي دول الجوار . الان تعيش اعداد كبيرة من  اسر دارفور  في  معسكرات النازحين معسكر السلام أو كلمة أو ابوشوك أو طيبة في اكواخ من القش او البلاستيك البالي , الحياة في المعسكرات صعبة و لا تدعم البناء المجتمعي الصحيح و هم يعيشون بين نارين نار المستقبل المجهول في المعسكرات و نار الخوف من الموت في الخارج.

***

نشط العديد من الاعلاميين و الصحفيين الوطنيين لاطلاق مبادرات و دعوات لانهاء اسباب الصراع في دارفور و العمل علي اعادة بناء النسيج المجتمعي للاقليم اخرها "مبادرة الصحفيين السودانيين ضد العنف القبلي في دارفور" التي انطلقت في اغسطس 2013 بمبادرة مجموعة من الصحفيين , و تهدف المبادرة الي تحقيق عدد من البنود منها . الالتزام بالتحري والدقة في توثيق المعلومات حول دارفور, تجنب النزوع للإثارة والتسويق و نشر الاخبار التي تعزز العنف القبلي و العرقي و الجهوي , الالتزام بعدم الانحياز إلى الدعوات العنصرية أو المتعصبة  و هي اهداف سامية و نبيلة اتمني ان يدعمها جميع المدونيين السودانيين .


المصادر




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق