ستشارك المدونة السودانية Muniness في احتجاج سلمي امام البيت الابيض مضربين عن الطعام ابتداءاٌ منذ الغد 21 اكتوبر ضمن محموعة من الشباب السوداني المقيمين في العاضمة واشنطن دي سي
و هذه نص التدوينة التي نشرتها علي مدونتها
***
عندما وصلتني رسالة بالبريد الإلكتروني الإسبوع الماضي أن إثنين من النشطاء سيقومان بإضراب عن الطعام في واشنطن العاصمة إحتجاجا على إستخدام العنف، حملة القمع الهائلة ضد النشطاء و التعتيم الإعلامي السوداني / إغلاق الصحف في ضوء موجة الإحتجاجات الأخيرة في السودان ، أجبت على الفور : “أريد أن أكون جزءاً من هذه الحملة ” .
لم أفكر في الأمر كثيراً هذا الأسبوع لأنه من المقرر أن يبدأ الإضراب بين 21 و 25 أكتوبر . من باب الصدفة أنني وجدت مدونة الكاشف حول تجربته الخاصة مع الإضراب عن الطعام و مطالبه الواضحة ، فسادني تصميمُ أكبر على القيام بذلك. مع القليل من البحث إتبعت حمية لإزالة السموم لمدة 7 أيام، وحاولت أن أفكر في وسائل و أهداف واضحة لتعزيز أثر هذه الحملة .
قبل عطلة نهاية الأسبوع، كنت على الهاتف مع والدي ومررت إقتراح الإضراب في مكان ما بين ” كيف كان حفل زفاف إبن خالي ” و ” أين أمي ؟”. بعدها ببضع ثوان كلا الوالدين كانا معي في النقاش حول الإضراب.
رد فعل والدي: الين يضربون عن الطعام في العادة المعتقلين .. ماذا عن عملك … الماء فقط ؟… إلى متى …. تنهيدة عميقة .. حسنا … ما الذي تطالبون به ..
لقد إنضم منذ ذلك الحين في المبادرة و قرر أن يضراب عن الطعام ليوم واحد !
أنا متأكدة أن أمي كانت تتساءل عما إذا كان هذا أكثر أعمالي تطرفاً حتى الآن ( ليست..).
في البحث عن ” الإضراب عن الطعام ” وجدت أن فعلاً معظم المعتصمين بهذه الوسيلة هم المعتقلين.
لبدء إضراب عن الطعام لأكثر من 3 أيام يجب إعداد الجسم لنقص الغذاء الصلب و الإرهاق العقلي الذي يمكن أن يؤدي إاليه ذالك . إليك(ي) بعض النصائح :
- إعتماداً على ما إذا كنت تفضل الأكل في الصباح أو المساء (في ساعاتال ضوء أو بعد حلول الظلام) تابع عاداتك و لكن قم بأكل كميات أقل على نحو أكثر تواتراً حتى لا تحس بالجوع .
- خذ الفيتامينات ، مزيج عادي من الأساسية منها يكفي الغرض .
- إشرب أطنان من الماء ، في كثير من الأحيان .
- التخلص التدريجي من المواد الغذائية المصنعة واللحوم (أحمر/ أبيض) قبل أربعة أيام على الأقل قبل أن تبدأ الإضراب. وبالتالي، ستتعود معدتك على هضم الأطعمة الأبسط كلما إقتربت على وقف الغذاء تماماً .
- إتخاذ قرار للحد من الحركة و ممارسة الحد الأدنى من الرياضة (إلغ الرياضة كلياً إذا إستطعت).
- النوم المبكر لدرء آلام الجوع في الليل؛ والقيام بأقل قدر ممكن من النشاط الليلي (إقرأ أو إكتب تدوينة و تابع أفلام، إلخ)
- إعداد إرادتك ؛ الإضراب عن الطعام لمدة خمسة أيام أو حتى يوم واحد هو شكل من أشكال الإحتجاج التي بمقدرتك أو ليس بمقدرتك القيام بها. هناك الكثير من وسائط إحتجاج غير عنيفة يمكنك المشاركة بها إذا كنت ترغب في ذلك. سوف تختلف الحالة العقلية من شخص لآخر؛ حذر البعض من التهيج حين أن آخرين إعتزوا بالقدرة على التركيز عندما يكون الغذاء ليس جزءاً من المعادلة اليومية . كن واعياً ولكن لا تحلل كل تنهيدة و تخدر في أطرافك.
الإضراب أكثر من 7 أيام سوف يضع الجسد في الإستعداد للمجاعة و سيغير المعادلة كلياً، ولكن لغرض هذه الحملة لن نتعامل مع ذلك.
–

Girifna Flickr:http://www.flickr.com/photos/girifna/10185803314/sizes/l/
بداية من يوم الإثنين 21 أكتوبر ، أنا و غيري من المدونين، نشطاء ومؤيدي المطالب سننضم لمضربي واشنطن في إضراب عن الطعام للمطالبة بما يلي :
1- إطلاق سراح جميع المعتقلين السياسيين ؛
2- تقديم المسؤولين عن قتل المتظاهرين إلى العدالة و السماح للناس بالإحتجاج دون خوف من الإعتقال أو إستخدام القوة ؛
3- حرية التعبير و السماح للصحفيين بإستئناف دورهم و رفع الحظر عن الصحف .
سوف يقوم المضربين وفريق الإعلام الخاص بالحملة بالتحدث مع وسائل الإعلام حتى لا يسقط السودان من رادار الأخبار بعد الهدوء الذي عم بعد المظاهرات الواسعة.
لقد تحملنا 24 عاماً من إنتهاكات حقوق الإنسان و علينا كسر الصمت و أن نظهر للعالم أننا “المعارضة الأخرى “. “المعارضة الأخرى” هي التي عملت أو لم تعمل بنشاط مع أي حزب سياسي، و لكنها عارضت سياسات حزب المؤتمر الوطني و لكنها لم تحتج بمهارة. في هذا الزمن، وفي مثل هذا الوقت المحوري في المنطقة، لدينا العديد من الأدوات للإحتجاج على نطاق أوسع، والسماح للمجتمع الدولي معرفة عمق و خطورة سياسات حزب المؤتمر الوطني التي أدت لتدمير أمتنا. علاوة على ذلك، على الرغم من أن الحملة تستهدف وسائل الإعلام والمنظمات الدولية لحقوق الإنسان و صناع القرار في واشنطن وخارجها، من الضروري التوعية الأوسع للجماهير المهتمة بالشؤون العالمية الحالية، حول جوانب مختلفة من سياسات حزب المؤتمر الوطني المدمرة؛ و لكل نقطة محورية للسياسات الفاشلة المهمة له، إختر ما يهمك و عبر …
–
أنا واقعية ، وأعرف حدود هذه المبادرة و الجهود التي أبذلها. لذا، لماذا أفعل هذا ؟
إضرابي عن الأكل لن يحل النزاعات المسلحة، ولن يرفع مستوى المعيشة ، ولن يهكيل إستخدام الموارد، ولن يخلق فرص عمل، و لن يحيي المجتمع المدني المقهور، كما أنه لن يضخ الروح و الحياة في المشهد الثقافي .
ومع ذلك ، فإن الخطوة الأولى هي المعرفة ، والثانية هي أن أفعل شيئاً حيال ذلك .
أنا أعرف أن بلدي في حالة مقفرة بطرق مختلفة من الفشل الذريع، و لكنني أعتقد أننا يمكن أن نكون و نفعل ما هو أفضل .
المهم، المعرفة و اليقين و الأمل .
هاتين هما الكلمتين الرئيسيتين لسؤال البعض لماذا نضرب؟ أنا أعلم أن دولتنا في حالة عميقة من الدمار، ولكن النطاق أوسع بكثير من المتداول هذه الفترة: الفشل الإقتصادي و الصراع العسكري. أريد أن أشارك القراء ومتابعوا الحملة الأسباب الأخرى لماذا الإنقاذ أهلكنا و لماذا يجب أن يطاح به.
وأعتقد جزماً أن السودان يمكن أن يكون بلد أكثر تقدماً وإنتاج و سلمية بإدارة العقول المدهشة التي أراها حولي في الساحة الإجتماعية والسياسية. توفى الكثيرين لهذه الرؤية، والبعض الآخر يتابع المثابرة في ظل ظروف مرهقة وقمعية للغاية للقيام بما يتعين عليهم القيام به و ما يمكن القيام به، للسودان . هؤلاء الناس ليسوا شخصيات أسطورية بعيدة، بل هم أصدقائي وعائلتي، زملاء وناشطين و متطوعين .
ستكون مدوناتي شخصية و واقعية ، لأن هذا النضال شخصي و واقعي .
بعد 24 عاما من الضرر المؤسس ، آمل أن أستطيع إلقاء الضوء على طريقة الإنقاذ التي أصلتنا إلى هذه النقطة، ولماذا علينا أن التغلب عليها. هذه مساهمتي و هي محاولة للمساعدة في الجهود التوعوية و المحورية للتغيير واسعة النطاق لنقول للناس بالداخل و الخارج ماذا و ماذا أيضاً من أخطاء نظام الإنقاذ مدمرة لبلدنا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق